مشكلة ” أن تحب ما تعمل “

من بداية العام وأنا ملتزمة بكتابة مقالة كل يوم جمعة، هذه الجمعة تصادف ثاني أيام عيد الفطر المبارك، كل عام وأنت بخير.

غالبًا لن يسألني اليوم أي أحد عن المقالة ولكني أمام إلتزام تجاه نفسي يحركه الشغف وتدفعه الفكرة المناسبة من قلب المشكلة والحدث!

أنتهز اللحظة لأكتب فكرة سريعة في مذكرة هاتفي وأنسق العبارات كلما تسنت الفرصة، وأنقل المقال خلسة عبر البريد الإلكتروني ومتى ما سمح الوقت نسخت النص وألصقته في المدونة بضغطة زر سريعة للنشر.

هذه مشكلة أن تحب ما تعمل حد الشغف به فتضيع كل الإعتبارات، اعتبارات الأماكن والأوقات.

كثيرًا ما ألام على ساعات عملي الطويلة، على رغبتي بالهدوء لأكتب نص أو أرتب فكرة في ذهني، على محدودية تواصلي ورغبتي بتنظيم الوقت.

ومعهم كامل الحق! ولكن الشغف لا يترك لك فرصة وحين أُلام أخرج من هذا المأزق بـ ” كلهم لاموا وحاموا حولنا ليت من لاموا أحبوا مثلنا ” ثم تعترض الموقف ابتسامة تنقذ ما يمكن انقاذه.

أنت واقع في مأزق إذا كنت تحب عملك حد الشغف، لأن هذا سيأخذك لعالم متطرف بعض الشيء إن لم تحاول ضبط البوصلة.

لماذا يعد حبك لعملك مشكلة ؟

  • ستجد أنك تعمل به لساعات طويلة وبلا توقف، فتسهر لأجله وتصحو باكرًا لأجله أيضًا.
  • سيسرقك العمل عن الكثير من اللحظات الجميلة والتي قد لا تعوض.
  • سيحد من تواصلك وعلاقاتك، وربما يكون هو نقطة الارتكاز في حياتك والتي يتمحور حولها كل شيء فتقبل ما يتصل به وترفض ما هو بعيد عنه.
  • ستتوتر من أيام الإجازات والمناسبات ولن تستطيع أن تعيش فرحتها.
  • قد تفقد لياقة الحديث عن أي شيء سوى شغفك وعملك، وسترى الحياة كلها من منظوره.
  • ستركض دائمًا بلا توقف وستنفصل عن العالم من حولك وأحيانًا عن نفسك.
  • سترى شغفك هو أنت وأي فشل تراه فيه أو تحدي أو انتقاد ستربطه بنفسك وهذا سيجعل الأمر صعبًا جدًا.

وأكثر من ذلك قد يحصل، والأمر يعتمد على مدى حبك وشغفك بما تفعل وعلى اتساع الحلم نفسه.

السؤال المهم هنا .. لماذا يجب أن تضبط بوصلة الشغف وكيف ؟

إن لم تضبط بوصلة الشغف فإنه قد يسرقك من كل شيء، من حياتك ومن الذين تحبهم ومن نفسك أيضًا، ستخسر أكثر مما تكسب ، ولتضبطها بشكل جيد إليك بعض من الخطوات التي قمت بها، مع العلم أنها تحتاج منك إلتزامًا كبيرًا في البداية إلى أن تصبح نمط حياة وعادة.

  • حدد أوقات العمل اليومية والأسبوعية وقاوم رغبتك بالعمل خارج هذه الأوقات.
  • حدد يوم للتواصل مع الأصدقاء البعيدين عن مجال عملك.
  • اقرأ في مجالات متعددة لا علاقة لها بعملك الذي تحبه.
  • حدد وقتًا خاصًا كل يوم لعائلتك بعيد كل البعد عن كل ما يتصل بعملك، واجعل له طقسًا مميزًا.
  • أدخل لنمط حياتك أنشطة وهوايات وتعلم أشياء جديدة بشكل مستمر.

أعرف أنه صعب جدًا ولكن حاول وأنا عن نفسي ما زلت أحاول وأحسن العمل تارة وأخفق تارة أخرى! لن تستطيع أن تتخلص من تعلقك بعملك ولكن على الأقل اجعله في حدود المعقول، ولن تستطيع التخلص أيضًا من الملامة بشكل نهائي، ولكن تعامل معها بلطف، فهم يحبونك.

نُشر بواسطة خلود بادحمان

أشاركك أفكاري

لا توجد آراء بشأن "مشكلة ” أن تحب ما تعمل “"

  1. هذه النقاط تصفني تماماً، والدليل أني ما زلت أعمل من أول أيام العيد إلى الآن، وما يزيد الطين بلة أنه عملي الخاص ولست موظف حتى أحاول الفصل بين وقتي الخاص وعملي.
    لكن الحمد لله بدأت مؤخراً بتطبيق هذه النقاط:
    – اقرأ في مجالات متعددة لا علاقة لها بعملك الذي تحبه.
    – أدخل لنمط حياتك أنشطة وهوايات وتعلم أشياء جديدة بشكل مستمر.
    لكني مقصر في النقطة التالية سوف أنتبه لها في المستقبل بإذن الله:
    – حدد وقتًا خاصًا كل يوم لعائلتك بعيد كل البعد عن كل ما يتصل بعملك، واجعل له طقسًا مميزًا.

    وشكراً على المقالة المميزة والنصائح المهمة

    إعجاب

أضف تعليق